Ticker

6/ويبتون/ticker-posts

Header Ads Widget

تفسير سورة الفاتحة

تفسير سورة الفاتحه من كتاب مختصر ابن كثير ❤


قد ثبت في الصحيح عند الترمذي وصحيحه عن ابو هريرة قال: قال رسول الله صلي الله عليه وسلم "الحمد لله رب العالمين أم القرآن وأم الكتاب والسبع المثاني والقرآن العظيم " ويقال لها (الحمد) ويقال لها (الصلاة) لقوله صلي الله عليه وسلم عن ربه "قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين فإذا قال العبد الحمد لله رب العالمين قال الله حمدني عبدي "ويقال لها (الرقية) لحديث أبي سعيد في الصحيح حين رقي بها الرجل السليم فقال له رسول الله صلي الله عليه وسلم " وما يدريك أنها رقية "؟ .
نبدأ التفسير بسم الله  
(الحمد لله ) الشكر لله خالصا دون سائر ما يعبد من دونه ،ودون كل ما برأ من خلقه ، بما انعم علي عباده من النعم التي لا يحصيها العدد ولا يحيط بعددها غير أحد ،وعن ابن عباس ( الحمد لله رب العالمين ) الحمد لله الذي له الخلق كله السموات والأرض وما فيهن وما بينهن مما نعلم ومما لا نعلم .وعن ابن عباس : رب الجن والأنس .
(الرحمن الرحيم ) قال القرطبي إنما وصف نفسه بالرحمن الرحيم بعد قوله رب العالمين ليكون من باب قرن الترغيب بعد الترهيب كما قال تعالي ( نبئ عبادي أني أنا الغفور الرحيم * وأن عذابي هو العذاب الأليم، قال : فالرب فيه نرهيب والرحمن الرحيم ترغيب ، وفي صحيح مسلم عن أبي هريره قال : قال رسول الله صلي الله عليه وسلم" لو يعلم المؤمن ما عند الله من العقوبة ما طمع في جنته أحد ولو يعلم الكافر ما عند الله من الرحمة ما قنط من رحمته أحد .
( إياك نعبد وإياك نستعين ) فالأول تبرؤ من الشرك والثاني تبرؤ من الحول والقوة والتفويض إلي الله عز وجل .اياك نعبد اي اياك نوحد ونخاف ونرجوك يا ربنا لا غيرك واياك نستعين علي طاعتك وعلي أمورنا كلها وقال قتادة : ( إياك نعبد وإياك نستعين) يأمركم أن تخلصوا له العبادة وأن تستعينوه علي أموركم وإنما قدم (إياك نعبد) علي ( إياك نستعين ) لأن العبادة له هي المقصودة والاستعانة وسيلة إليها والاهتمام والحزم تقديم ما هو الأهم فالأهم .
(أهدنا الصراط المستقيم)الهداية هنا أي الإرشاد والتوفيق ،وقد تعدي الهداية بنفسها كما هنا (اهدنا الصراط المستقيم)فتضمن معني الهمنا أو وفقنا أو ارزقنا أو أعطنا  (وهديناه النجدين ) أي بينا له الخير والشر . (اجتباه وهداه إلي صراط مستقيم ) ( فاهداهم إلي صراط الجحيم ) وذلك بمعني الإرشاد والدلالة . وأما الصراط المستقيم فقال الإمام أبو جعفر بن جرير : أجمعت الأمة من أهل التأويل جميعا علي أن الصراط المستقيم هو الطريق الواضح الذي لا أعوجاج فيه.
( صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين) قد تقدم الحديث فيما إذا قال العبد : إهدنا الصراط المستقيم إلي آخرها أن الله يقول "هذا لعبدي ولعبدي ما سأل ". والذين أنعم الله عليهم هم المذكورون في سورة النساء حيث قال تعالي :(ومن يطع الله ورسوله فأولئك مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا* ذلك الفضل من الله و كفى بالله عليما).
عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه كان يقرأ غير المغضوب عليهم وغي الضالين بإسناد صحيح ، وعن عدي بن حاتم قال سألت رسول الله صلي الله عليه وسلم عن قوله تعالى (غير المغضوب عليهم) قال : " هم اليهود "  ( ولا الضالين) قال : " النصارى هم الضالون " . وعن ابن مسعود وعن أناس من أصحاب النبي صلي الله عليه وسلم ( غير المغضوب عليهم ) اليهود  ( ولا الضالين ) النصارى..




إرسال تعليق

0 تعليقات